يظن البعض أن نجومية الأشخاص تتحوّل إلى سياج تحميهم من الانتقادات اللاذعة والتعليقات الحادة، وأن المشاهير اعتادوا أن يتحملوا ثقل الأحجار التي ترشقها عليهم بعض الصفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من دون أن يشعروا بقساوتها.
لكن للاسف هذا لا يرتبط بالحقيقة بأية صلة، فالشخص مهما علا شأنه ومهما تمسك بالنفوذ، إلا ان الانتقادات القاسية تبقى جارحة.
فبين الحقد والنقد فرق بسيط بكتابتها، إلا أن معنى كل منهما مختلف تماماً، فيمكن أن ننتقد كي نحسّن لكن لا أن نجرح.
مؤخراً تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للممثل السوري معتصم النهار، فحولوه إلى مادة دسمة سخر البعض من لغته الإنكليزية بسبب طريقة لفظه لـ"هابي بيرزداي"، من دون أن يتخيلوا نفسهم كيف سيشعرون لو كانوا مكان معتصم وهم ينظرون إلى كل التعليقات الساخرة والجارحة بحقه، ومن دون أن يعودوا إلى ظروف طفولته وطريقة تربيته وبيئته ومحيطه، فحكموا على لفظه من دون أن يفكروا لثانية واحدة بالنتائج الوخيمة لهذه التصرفات.
اللغة هدفها الأساسي التواصل، ليس المهم كيف نلفظها بقدر ما هي مفهومة.
وعلى الرغم من ان معتصم كان يُستحسن لو تجنّب اللغة الاجنبية بإعتباره لا يتقنها بشكل محترف، وكان من الأفضل لو انه يلجأ إلى صفوف خاصة ليتعلّم اللغة الإنكليزية، إلا أنه لم يكن يستحق كل ذلك الرجم والقساوة، فهو اسم ناجح ولامع بمجاله، فلنسلّط الضوء على الأمور الإيجابية والناجحة.
فبالفعل، الحياة يوماً بعد يوم أصبحت أصعب بوجود مواقع التواصل الاجتماعي، فلنعلم كيف نستخدمها من دون أن نجرّح ببعضنا قبل أن نغرق جميعنا!